2010/05/07

شاشات اللمس تحتاج إلى كثير من التطوير لتجاوز مشاكلها

iPhonعندما كشف المدير التنفيذي لشركة "ابل" ستيف جوبز عن النية لإطلاق الـ "اي فون" قبل نحو ثلاثة أعوام، بدأت الأوساط التقنية تتساءل عن فرص نجاح مثل هذا الهاتف. 

وبين جوبز أن مستخدمي الهاتف يستطيعون تكبير أو تصغير الصور والخرائط وصفحات الانترنت عن طريق تحريك اصبعين على الشاشة إما بتقريبهما أو بإبعادهما عن بعضهما. وكان الجهاز يملك شاشة حساسة وفتح أمام المستخدمين طريقا جديدا للتفاعل مع أجهزتهم.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت شاشة اللمس في جهاز "الاي فون" هي معيار الهواتف الذكية الأخرى، التي تسمح للمستخدم الانتقال من شاشة لأخرى من خلال طرق الاصبع على الشاشة بخفة، والانتقال من أسفل إلى أعلى الشاشة عبر تحريك الاصبع داخل الشاشة.

ولكن إلى الآن لم يتم استيعاب الاحتمالات التي يمكن أن تحققها شاشة اللمس، وحتى أحدث جهاز "اي فون" لم يعط الاستخدام الكامل لجهاز اللمس، رغم أنه أكثر جهاز يحسن استخدام شاشاته، فمثلا جهاز "غوغل" الذي يعمل باللمس لا يعطي للمستخدم تلك الفعالية التي يتيحها الـ "اي فون".

وأجهزة شركة "بالم ويب او تس" مثل جهاز "بري" الذي يمنح المستخدم فعالية غير متوفرة في أجهزة اللمس الأخرى، كالانتقال في الشاشة من اليمين إلى اليسار، والعودة إلى الصفحة السابقة أو اللاحقة، ويمكنه تقديم المزيد عبر اللمس ولكن هذا الجهاز لم يلق رواجا لدى الناس في العالم.

وحتى الهواتف الذكية الجديدة لم تغير من تطبيقاتها شيئا، باستثناء أنها حولت الأزرار الحقيقية في جهازها إلى أخرى افتراضية، ولم يتغير على الجهاز شيء آخر، وهو أمر لم ينل إعجاب المستخدمين.

ورغم تعلق الناس بالأزرار الافتراضية وما تتيحه من سهولة في الاستخدام ومتعة في الأداء، إلا أن لها سلبياتها.

فإذا لم تكن كبيرة بما يكفي يصبح من الصعب على المستخدم الضغط على الأزرار، وخصوصا الذين يملكون أصابع ضخمة نسبيا، كما يصعب عليه التيقن من أنه ضغط على الزر أم لا، حتى وإن كان هنالك منبه أو صوت يعطيك مؤشرا بأن الزر انضغط.

ومن السلبيات الأخرى لشاشة اللمس صعوبة تحديد الموقع، فمثلا إذا كنت تستمع إلى مسجل صوتي يصعب عليك تقديم الصوت أو تأخيره؛ لأن عليك تحريك اصبعك على الخط المحدد من أجل تسريع أو تأخير الدقائق، ودائما يحدث وبالخطأ أن تقف في المكان الذي لا تريده، ويصبح الأمر مزعجا جدا. وكذلك حين تكون تبحث في قائمة الأرقام لدى الهاتف قلما تستطيع تحديد الاسم من خلال تحريك الاصبع على الشاشة.

أما بالنسبة للهواتف الذكية، فهي تحاول أن لا تزيد من إمكانات استخدام شاشات اللمس، خوفا من الدعاوى القضائية، فقد حاولت شركات كبرى من ضمنها "ابل" تسجيل اختراع شاشة اللمس المتعددة في سجلها، ليصبح إنتاج هواتف وأجهزة تعمل باللمس حكرا عليها، ولكن معارك طاحنة دارت بين الشركات لتحديد من لديه الأحقية بذلك الاختراع.

وتلك المعارك ستزيد من مخاطر عدم تبني لغة محددة للأجهزة، فقط يضطر الناس إلى استخدام إيماءات مختلفة للحصول على التطبيق ذاته في الهواتف المختلفة، وإجبارهم على تعلم إيماءات جديدة مع كل هاتف جديد يقتنونه.

ولا يجب إغفال أن هنالك أجهزة حساسة للمس، ولديها إيماءات وتطبيقات كثيرة يمكن الاستفادة منها في تسهيل المهام، مثل شاشات اللمس لدى بعض أجهزة اللاب توب.

وما يأمله القطاع التقني أن ينقل هذا التقدم في شاشات اللمس للاب توب على الموبايلات، وأن يكون سبب تأخر هذا التقدم هو المعارك القائمة بين الهواتف الذكية والشركات الكبرى، وليس فشل تمكن استخدام شاشات اللمس المتطورة على أجهزة الموبايل.

وهنالك شركة تدعى "سنبتيكس" تقوم بتطوير رقاقات خاصة بشاشات اللمس المتطورة، وتأمل الوصول إلى اختراع يمكن المستخدم من استخدام اللمس بطريقة مختلفة عما تعود عليه، لإضافة السهولة والدقة في الاستخدام. كأن يتم استخدام الاصبع خلف الشاشة بدلا من عليها.

أما "غوغل" فتنوي إضافة تطبيقات وإيماءات جديدة على أجهزتها التي تعمل باللمس، منها الضغط لتكبير الصورة وإمكانية رسم الأحرف على الشاشة بالاصبع لطباعتها.

وهذه المنافسة ستعود على المستهلك بالنفع للبحث عما يرضيه ويشبع غرائزه.

جريدة الغد

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تذكر قوله تعالى: ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد )

تويتر

فيس بوك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More