2010/06/04

«أنس خضر» أردني عشق الشهادة فحمل روحه على كفه مقدما إياها لـ«الشيشان»

الشهيد انس خضر حينما يبلغ العشق أوجه عند المغرمين بالشهادة.. لا تستكين أرواحهم إلا في كنف الحبيب، العبارة تصف حال ما كان عليه الشاب الأردني المهندس "أنس خليل خضر" الذي تأكد نبأ استشهاده أمس على أرض الشيشان.

الشهيد "أنس خضر" 24 سنة تعلقت روحه بالمقاومة منذ صغره، ومع كل مشهد وعمل دموي كانت تمارسه قوات الاحتلال على الفلسطينيين في الداخل، مما يراه على شاشات التلفاز، كانت مشاعره تتأجج للانتقام لأولئك المغلوبين على أمرهم.


ولم يجد "أنس" بُدا من تفريغ شحنات الثار المتحشرجة بداخله في صدر أي عدو يمارس الاعتداء على المستضعفين سواء في الشيشان، أو في افغانستان، أو في فلسطين، وتحديدا في الوقت الذي حالت فيه كل السدود لوصوله للأراضي المحتلة لينتصر لجراحات أهلها، قرر بعد أن تعرف على من يمكنه من دخول الأراضي الشيشانية التوجه الى هناك لائذاً ببلاد القوقاز ومنتصرا لأهلها المظلومين.


يقول "مالك" شقيق الشهيد الذي يكبره سِنا بعام واحد فقط إن "أنس" كلما كانت تحدثه والدته عن عزمها لتخطب له عروسا، كان يرفض محدثا إياها عن رغبته في أن تخطب له عروسا من الحور العين الساكنات في جنان رب العالمين.
وشرح مالك لـ"السبيل" أن أنس أخبر أهله بعزمه على السفر برفقة مجموعة من أصدقائه في رحلة ترفيهية الى الشيشان لمدة أسبوع واحد فقط وسيعود.
إلا أن غيبة انس استمرت قرابة العام، لم يعلموا عنه شيئا خلالها، سوى أن أحد أصدقاء الشهيد أخبر شقيقه مالك في عام 2009 أن بحوزته أمانة مخصصة من أنس له، سيتركها له في مكان ما، ليتمكن من الحصول عليها، وبالفعل حصل مالك على الأمانة التي كانت عبارة عن وصية لشقيقه، إضافة الى كتاب ألفه الشهيد عن الجهاد.

لم يكن أنس قد استشهد حينها، إلا أنه أوضح في وصيته أنه اختار طريق الجهاد والحرية، على الدنيا وما فيها.. وانقطعت أخباره فيما بعد لمدة عام كامل وفق ما أشار شقيقه مالك.


وتأكد خبر استشهاد أنس في الوقت الذي أعلنت فيه القوات الشيشانية عبر مواقعها الاخبارية يوم امس أن "كل العرب المجاهدين في الشيشان لاقوا حتفهم في مواجهات شرسة مع العدو"، ليعلم ذووه أنه رحل عن الدنيا مختارا جوار ربه.   
يقول مالك إن الصمت، والهدوء، والالتزام بالصوم والصلاة والقيام، وحب خدمة الآخرين، وبر الوالدة هي أبرز سمات الشهيد أنس.


ويشار الى أن الشهيد أنس تخرج بتخصص الهندسة من الجامعة الهاشمية، وأدى سبعة عمرات، وحافظا لكتاب الله، ملازما للمسجد، يُعلم ويتعلم أحكام دينه، متأثرا الى حد بعيد بالشهيد مروان عرندس الذي كان يسكن بجوار اهله. ومن جهتهم، سيستقبل ذوو الشهيد المهنئين أيام الخميس والجمعة والسبت في ديوان آل خضر الكائن على طريق اتوستراد الزرقاء بالقرب من السيفوي التجاري.

السبيل الاردنية

اللهم تقبله من الشهداء وارزقنا الشهادة يا رب الأكرمينْ

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تذكر قوله تعالى: ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد )

تويتر

فيس بوك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More