2010/04/04

الرقم الخاص .. استعراض أم ضرورة ؟

شعاع الاكوان

يجد الكثير من الاشخاص أن تحويل رقمهم المحمول الى "رقم خاص" يمنحهم التميز ضمن اعتقاد بأن عدم ظهور رقمهم يمكن ان يسهل لهم التحدث مع من  يشاؤون بحرية اكثر دون ان يكتشف الطرف الاخر من هو الشخص المتصل.
واذا كنا نبرر للمسؤولين والشخصيات السياسية رغبتهم في اخفاء ارقامهم بسبب طبيعة عملهم وانشغالهم في بعض الاحيان عن الرد فإن سواهم يلجا الى هذه الطريقة بدون اي مبرر "وظيفي" الا اذا اردنا تفسيره بغية الاستعراض .
ويجد الكثيرين ان هذا الاسلوب غير مفضل لديهم بل ان بعضهم يراه امرا مستفزا كونه يضعهم في دائرة الشك والغموض والتوهان في شخصية الطرف المتصل وبخاصة اذا لم يكن هناك سبب لذلك.


استعراض



ويجد"شريف" 30 عاما ان تحويل رقمه المحمول الى رقم خاص لا يوجد من ورائه اي سبب استعراضي وهو لا يسعى للتميز وانما السبب الرئيسي الذي دفعه لتحويل رقمه الى رقم خاص هو ان طبيعة عمله في احدى شركات التامين تتطلب منه الاتصال "من هاتفه الخاص" مع الكثير من العملاء وقد تعرض اكثر من مرة الى المضايقات والمعاكسات من الجنسين وقد اضطر الى تغيير رقمه اكثر من خمس مرات للتخلص من المضايقات التي كانت تزعجه حتى في منتصف الليل.
ومن جهة اخرى ذكر شريف انه يتحكم في اظهار رقمه وفي اخفائه عند الاتصال وفي معظم الاحيان يظهر رقمه عندما يتصل بالاشخاص الذين يعرفهم وكذلك عندما يتصل باسرته ولا يستخدم الرقم الخاص الا عند الاتصال بالاشخاص الغرباء او عندما تكون المكالمة لغايات العمل .
وكذلك ذكر"محمود سلامة" 26 عاما انه اضطر الى تحويل رقمه المحمول الى رقم خاص وذلك بعض تعرضه للكثير من المضايقات والتي كانت تزعجه وكذلك تسببت له بالعديد من المشاكل مع زوجته التي كانت تشك في سلوكه بسبب كثرة الاتصالات والمعاكسات التي كانت تأتيه في منتصف الليل وفي كل مرة كان الاتصال من شخص مختلف.

 
(4 دنانير) شهريا


 
واشار محمود الى انه وبسبب تحويل رقمه الى "خاص" يدفع (4) دنانير مقابل خدمة اخفاء الرقم. ولا ينكر ان هذا الامر يزعج الكثير من اصدقائه الذين يرفضون الرد عليه بسبب عدم معرفة رقمه مع العلم انهم دائمو الاتصال به كصديق .
ولا تجد "نادرة" 20 عاما اية مشكلة في جعل رقمها "خاص" وذلك كونها فتاة اعتادت على الحذر في كشف الامور التي تتعلق بها وهي عادة قديمة حيث انها ومنذ شرائها اول جهاز "خلوي" قررت اخفاء رقمها وجعله خاصا حتى لا تتعرض لاي مضايقات هي في غنى عنها .
وتروي "نادرة" قصة اختها الكبيرة "نادين" والتي تعرضت لمضايقات شديدة واحراجات من ضمنها تهديدات وصلت الى حد الايذاء اللفظي مما اضطرها الى اللجوء الى الجهات المعنية وتقديم شكوى بحق الرقم المجهول الذي كان يضايقها .
وقد قامت اختي بتحويل رقمها الى رقم خاص بعد ان استبدلت رقمها القديم برقم جديد ولم تعطه لاحد الا لاهلها ولاصدقائها من الدرجة الاولى.
واشارت نادرة الى ان صديقاتها واقاربها اعتادوا على ان تتصل بهم من خلال تحويلها الى خدمة اظهار رقمها الحقيقي كون جميع اسرتها يرفضون الرد عند ظهور الرقم الخاص.


بهدف المعاكسة



وينتقد "بشار" 28 عاما هذا السلوك الذي يلجأ اليه الكثير من الاشخاص بهدف استخدام هاتفهم لغايات المضايقة وهذا الامر اصبح خدمة عامة يمكن لاي شخص ان يستخدمها بعد ان كانت خدمة خاصة تقتصر على الشخصيات العامة والتي يحق لها عدم ظهور ارقامها .
كما تستغرب "ام معتصم" ربة اسرة ، من اهتمام بعض الاشخاص بعدم ظهور رقمهم مبررة هذا السلوك بانه غير سوي واتهمت من يفعل ذلك بانه شخص مكروه وغير مرغوب فيه لدى المحيطين به والذين يرفضون الرد عليه عند ظهور رقمه ولهذا قام بتحويله الى رقم خاص ليجبرهم على الرد.
ومن جهة ثانية قالت بان هناك الكثير ممن يخفون ارقامهم يكون هدفهم هو استخدامه لمآرب خاصة قد تكون لمضايقة الاخرين ، خاصة وان اكثر من يلجا الى هذا الامر هم فئة "الشباب" بهدف معاكسة البنات. واكدت انها لا ترد على اي رقم مجهول وذلك لانها لا تحب ان تتعامل مع اشخاص يفضلون ان يخفون شخصيتهم.

 


خدمات


 

كما اكد مصدر مسؤول في شركة زين ان خدمة اخفاء الرقم هي من ضمن الخدمات التي تقدمها الشركة لعملائها والتي تلاقي اقبالا كبيرا للاشتراك فيها وعادة ما تكون خدمة اختيارية للزبائن. ويدفع الراغب بها مبلغ 4 دنانير في حال كان يمتلك خطا ومبلغ 3 دنانير اذا كان يرغب بشراء بطاقة مدفوعة مسبقا.

 

جريدة الدستور الأردنيةْ

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تذكر قوله تعالى: ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد )

تويتر

فيس بوك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More